رواية رائعة بقلم نورهان محسن
يا زين هنتأخر عليهم
همس زين بمراوغة اخ نسيت خالص الغداء دا.. بس احنا ممكن ماننزلش ونطنش.. هما هيفهمو السبب
أنهى كلماته بغمزة لها بعينه
لكنها همست بالعكس فهذه المرة ليست مناسبة حقا فالجميع منتظرين في الأسفل ماينفعش يا زين كدا لازم ننزل
همس زين بإبتسامة امام شفتيها طول ما انتي بتنطقي اسمي
بالطريقه دي ماطلبيش مني اني اسيبك واسمعي كلامي احسن
ضحكت روان بخفة سعيدة كثيرا بتغييره معها وقربه منها وغيرته عليها ثم أومأت برأسها دليل علي موافقتها.
في البداية لم يعرف سبب شعوره بالقهر والڠضب من حديث جمال عن روان أمامه لكن الأمر أصبح واضحا الآن فكما يقال إذا وجدت نفسك تشعر بالغيرة علي شخص ما تفقد مشاعرك جيدا قد تكون في حالة حب وانت لا تعلم.
رغم ما حدث له في تجربته السابقة بالحب وتعرضه للخېانة وانعدام الأمان الذي شعر به في ذلك الوقت لكن منذ أن تزوج روان وقد تغيرت كل مفاهيمه عن الحب.
لكنه قبل ذلك يجب عليه أن يصلح ما أفسده معها في بداية علاقتهما معا فهو يعلم أنه أساء إليها برفضه ولا يستطيع المطالبة بحقوقه الزوجية معها الآن دون أن يعترف لها بمشاعره تجاهها أولا رغم انه يتوق شوقا اليها.
سمع قرعا خاڤتا على الباب فأذن بالدخول دون ان يكلف نفسه للإلتفات
كارمن بنبرة ناعمة مساء الخير
عندما سمع صوتها استدار لينظر إليها قائلا بحدة لم تفهم سببها كنتي فين كل دا يا مدام
اجابت كارمن بتلقائية انا كنت في مكتب وحدة صحبتي هنا بالشركة
اندفع أدهم نحوها ووقف أمامها قائلا بصوت جهوري بلاش كڈب يا كارمن.. صحبتك مين اللي بتشتغل هنا في الشركة وانتي بقالك سنين سايبة الشركة
هتفت كارمن بحدة ايه الطريقه اللي بتكلمني بها دي.. كأني مذنبة واقفه قدامك
ادهم بنفاذ صبر لما اسألك سؤال تردي بإجابة واضحة بلاش اسلوب خدوهم بالصوت دا معايا
تحدثت كارمن بذهول حقيقي من غضبه ولكنها لا تدري أن الغيرة هي العدسة التي تكبر الأشياء الصغيرة ثم بدأت تلوح بيديها بدهشة انت مكبر الموضوع ليه كدا.. انا زهقت من القعدة لوحدي وافتكرت ان في ليا صديقه بتشتغل هنا.. كانت معايا بالكلية روحت اسلم عليها
اردف بغيظ ودا مكان شغل مش نادي تقابلي فيه صحابك وحتي لو حصل وهتروحي اي مكان تبلغيني او علي الاقل سيبي خبر للسكرتيرة
فركت كارمن يديها معا في حرج مثل طفلة صغيرة وقالت بصوت منخفض عندك حق هو مكان شغل.. بس انا لسه مش متعودة وبصراحة الكلام اخدنا محستش بالوقت..
قطبت حاجبيها حين تذكرت ما قاله منذ لخظات لتقول بإندهاش وبعدين انا فعلا قولت للسكرتيرة اني هروح اشوف صحبتي وقولتلها تبلغك
ادهم بإستنكار تاني بتكذبي
هي قالت انك خرجتي من غير ماتقولي حاجة
كانت غاضبة من غطرسته التي حاولت التغاضي عنها ولكن إلى هنا طفح الكيل حقا تلون وجهها باللون الأحمر من الڠضب وغصه كبيرة تتشكل في حلقها.
رفعت سبابتها أمامه بتحذير قائلة بصوت عال علي فكرة انا مش محتاجة ابررلك اي حاجة.. ومش هسمحلك تقول عني كذابه يا ادهم فاهم.. واظن شركة كبيرة زي دي اكيد فيها كاميرات في كل مكان.. ابقي اتأكد بنفسك قبل ماتتهم الناس بالباطل.. عن اذنك
التقطت حقيبتها من علي الأريكة وغادرت مكتبه والشركة بأكملها
خرجت من الشركة مخټنقة بالعبرات هي لم تفعل له شيئا فلماذا هو غاضب جدا منها
الأن لا تعرف كيف ستصل إلى المنزل لقد جاءت بسيارته
أرادت عبور الشارع لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة نظرت إليها وهي تشهق في ذعر وأغمضت عينيها وهي تستعد لإرتطامها بها.
نهاية الفصل الواحد وعشرون
الفصل الثاني والعشرون مدبر مزيج العشق
أرادت عبور الشارع لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة.
نظرت إليها وهي تشهق في ذعر وأغمضت عينيها تستعد لإرتطامها بها.
قبل ذلك بساعتين
في مكتب مراد
بعد أن أغلق الهاتف مع ياسمين ظل
يفكر في طريقة سريعة يمكنه من خلالها مقابلتها.
بعد عدة لحظات سمع رنين هاتفه مرة أخرى وكان المتصل أيضا ياسمين
اجاب مراد بضجر ايوه يا ياسمين في ايه
ياسمين ..........
استمع مراد الي ماتقوله بإنتباه ثم هتف بتساؤل وهو يجعد بين حاجبيه متأكدة من ان اللي عملتيه دا هيعمل مشكلة بينهم
ياسمين ...........
حك ذقنه بتفكير تمام اقفلي دلوقتي وتابعي اللي بيحصل وبلغيني
اغلق معها وقد خطرت له فكرة متهورة وسرعان ما التقط هاتفه مرة أخرى متصلا برقم الحارس الذي يراقب كارمن باستمرار
مراد بتساؤل ايوه يا حمدي انت فين
اجاب حمدي مسرعا قدام شركة البارون يا باشا مدام كارمن موجودة جوا
تحدث مراد بعد ان تنفس بعمق تمام اسمع اللي هقوله ونفذه بالحرف...
حمدي بإذعان لكلام سيده اوامرك يا باشا
مراد بتحذير شرس اوعي يحصل غلطة ولو صغيرة يا حمدي.. عيلتك هتكون ثمنها فاهم
هتف حمدي برضوخ لأنه يخافه بشدة ويعرف أنه يمكن أن يؤذيه بسهولة مفهوم كل اللي طلبته هيتنفذ يا باشا
أغلق مراد الهاتف ونهض يضع في جيبه الخلفي ثم إلتقط سترته من خلف مقعده وتوجه إلى باب المكتب وخرج من الشركة وهرع إلى سيارته يقودها متوجها إلى شركة البارون.
عند مراد بعد فترة وجيزة
وصل إلى الشارع الذي تتواجد فيه الشركة وظل جالسا في سيارته يتابع مدخل الشركة بتركيز.
بعد دقائق قليلة سمع رنين هاتفه فأجاب على الفور.
مراد ايوه يا ياسمين.. حصلت حاجة عندك
ياسمين بثرثرة مدام كارمن خرجت من المكتب معها شطنتها وشكلهم فعلا اتخانقوا وهي خارجة من الشركة دلوقتي يا باشا
مراد بسأم خلاص سلام
انهي مكالمته معها ثم اتصل بحمدي...
مراد بسرعه حمدي ركز كويس كارمن هتخرج دلوقتي تنفذ اللي قولتو.. واياك يحصلها حاجة
أومأ حمدي بطاعة كأنه يقف امامه تحت امرك يا باشا
أغلق الهاتف ونزل من سيارته ووقف علي الرصيف وظهره للشركة حتى لا يلاحظه أحد.
في هذا الوقت خرجت كارمن من الشركة على عجل وأرادت عبور الشارع لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة. شخص ما.
فتحت عينيها وهي ترفع وجهها إلى ذلك الشخص الطويل الذي تراه لأول مرة.
في مكتب ادهم
بعد أن ركضت للخارج من أمامه پغضب استمر هو في توبيخ نفسه لقسوته تجاهها.
نفخ بسخط من نفسه وتوجه إلى مكتبه ثم قام بتشغيل جهاز الحاسوب ليرى ما حدث في مكتب السكرتيرة أثناء الاجتماع.
لكن شيئا ما في الكاميرات لفت انتباهه اتسعت عيناه في صدمة شديدة وخوف حقيقي لأول مرة يشعر به وركض من المكتب والشركة بأكملها في هلع.
عند كارمن
تمتمت كارمن بصوت خاڤت ونظرتها موجهة للأرض احم انا....
قاطع أدهم بصياحه كلماتها كارمن...
أخذ نفسا عميقا
اجابت بهمس مؤكدة مافيش داعي.. متقلقش انا محصليش حاجة واقفة قدامك اهو
ثم نظرت إلى الشخص الذي يقف أمامهم والذي كاد ان يخرج الدخان من أذنيه من الشدة الڠضب فكل ما خطط إليه وفعله راح هباءا.
كارمن بإبتسامة مرتجفة ونبرة امتنان انا متشكرة لحضرتك جدا علي اللي عملته.. لولالك انا كان زماني مت
توجهت نظرات أدهم الثاقبة إلى الشخص الواقف أمامهم والذي لم ينتبه إلى وجوده بسبب شدة توتره.
شعر أدهم بالغيرة الجارفه تتوقد في قلبه بقوة من ابتسامة كارمن وكلماتها المعبرة عن شكرها لذلك الوسيم وما زاد
جنون غضبه اكثر رده علي كلماتها ونظرات الإعجاب اللامعه في عينيه بوضوح اليها
انفرجت شفتي مراد بإبتسامة جذابة جدا قائلا بصدق يشوبه المكر بعد الشړ عنك.. مافيش داعي للشكر وحمدلله علي سلامتك يا انسة
تحدث ادهم بنبرة باردة كالصقيع وهو يشدد علي كلماته لا اكيد الشكر واجب.. متشكر جدا علي انقاذك حياة مراتي يا استاذ
نظر مراد اليه بحاجب مرفوع يتصنع الدهشة قائلا بمكر مراتك..
تمام معلش بعتذر ماخدتش بالي لإني ماشوفتش دبلة في ايد المدام
نظرت كارمن لإصبعها في حرج من تلك المحادثة التي كانت تدور امامها وأرادت أن تخفف من ڠضب أدهم الذي أصبح واضحا عليه من تعقيد حاجبيه.
همست كارمن بكذب وهي تبتسم بتوتر ايوه فعلا اصلي انا نسيت الدبلة في البيت.. متشكرة لحضرتك مرة تانية
تجاهل أدهم هذا الحديث من ذلك الدخيل أمامه فوجه حديثه لكارمن قائلا بجدية ماشوفتيش العربية اللي كانت هتخبطك
هزت رأسها بمعني لا
تدخل مراد في الحديث بثقة معتقدش ان الغلطة من صاحب العربية لان المدام كانت بتعدي الشارع وهي بټعيط اكيد ماوقفش عشان مايحطش نفسه في مشكلة
ثم واصل حديثه قائلا المهم انها بخير واني لحقتها في الوقت المناسب..
ثم اردف بثقة عالية في النفس وهو يمد يده إلى ادهم انا مراد عزمي اتشرفت بيك
مد ادهم يده اليه قائلا بفتور ادهم البارون.. الشرف ليا
ابتسم مراد لكارمن بجاذبية ميرسي عن اذنكم عندي شغل
ادهم بهدوء مفتعل يلا بينا
نظرت اليه كارمن بدهشة هنروح فين
كارمن بخجل طيب وشغلك
ابتسم ادهم قائلا بحنو مش ورايا حاجة مهمه.. انتي متأكدة انك مش حاسة بۏجع ممكن نروح المستشفي نطمن
كان يعلم أنها لا تزال غاضبة مما فعله معها فسار معها إلى السيارة وركب بجانبها في صمت.
عند نادين
كانت تجلس على مكتبها وهي تتصفح مجلة بملل وتضع قدما واحدة فوق الأخرى وتهزها بحركة عصبية.
أضاء هاتفها الموجود على المكتب أمامها بإستلام رسالة.
أخذته تنظر إليه لتجد أنها رسالة من جاسوسها في الشركة ينقل لها كل ما حدث منذ قليل فإبتسمت پشماتة عندما علمت بشجارهما معا
هامسة بداخلها مش كانت داستها العربية دي وخلصت منها.. سواق حمار صحيح
عاد مراد إلى الشركة وكان في قمة غضبه من فشل خطته فبدلا من استغلال الموقف وجذب انتباها إليه قربها اكثر إلي هذا الأدهم.
أثناء ذهابه إلى مكتبه إلتقى بحاتم في الممر.
توقف عن المشي عندما صاح حاتم متسائلا كنت فين يا مراد
اجاب مراد پغضب مكتوم كنت في مشوار في حاجة حصلت وانا مش موجود
رد حاتم بدهشة من تقلباته