رواية بقلم فاطمة الألفي
قلق نفسي واضح جدا انك عصبيه
قاطعته بانفعال أنا بقول لحضرتك مابنمش وعندي صداع فظيع مابقتش قادره اتحمله
تنهد بنفاذ صبر طيب ممكن نهدى بس عشان نعرف نتكلم
زفرت بضيق وهى تهتف أنا هاديه خالص اتفضل حضرتك انا سامعه
همس بصوت هامس لا واضح فعلا انك هاديه خالص
رفع سماعه هاتف مكتبه ثم اخبر الطرف الآخر باعداد كوب من عصير الليمون بالنعناع ليريح اعصابها ثم أغلق الهاتف ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل لها وهمس بصوت حاني
هزت رأسها بالايجاب
كويس اوي حضرتك مش محتاجه لدكتور مخ واعصاب أنا شايفك زي الفل ومافيش أي مشكله عضويه يمكن بقي تكون المشكله عندك نفسيه اعرفي الاول سبب المشكله ايه عشان تعرفي تساعدي نفسك وتديني فرصة أنا كمان اساعدك
نظرت له بحزن ثم زفرت انفاسها وهمت بالتحدث لولا ان قاطعهم صوت طرقات اعلى باب مكتبه ليهتف ايمن بصوت عال يسمح لطارق بالدخول
وقبل ان يهم بالمغادره نظر لايمن بتسأل أي اوامر تانيه يا دكتور
شكرا يا محمد اتفضل انت
بعدما غادر الشاب التقط ايمن المشروب وقدمه إليها اتفضلي اشربي ده الاول وبعدين نتكلم
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغرها وهى تلتقط منه الكوب وتشكره وبدءت فى ارتشاف القليل منه ثم وضعته كما كان وهى تنظر له بقلق ثم همست بحزن أنا قويه على فكره واقدر اتحمل أي مرضي ممكن تصارحني بيه عادي أنا عندي کانسر مش كده
اجابته بحزن ونظرات عينيها تجوب پخوف كل اللى انا حاسه بيه صداع مستمر ألم فى كل جسمي وخمول وارق وكل حاجه أنا فيها بتدل على ان عندي المړض ده وكمان ماباكلش ولو مامي ضغطت عليا فى الاكل يرجع الاكل تاني وعشان كده جيت لوحدي عايزة اتاكد الاول مش عايز اقلقهم معايا
أنا سمعتك للآخر ممكن تسمعيني بقى وارجوكي ماتقطعنيش وأنا بتكلم
اومت له بالايجاب
استطرد قائلا أولا انتي سليمه جدا ومافيش أي شي يستدعي قلقك ده مافيش کانسر صدقيني وكل اللى فى دماغك ده وهم وهم بالمړض كل اللى انتي بتعاني منه مجرد إضطربات فى المزاج قلقك وعصبيتك وانفعالك المستمر ده وارد عنه الصداع المستمر وكمان الارق وقله النوم هو ده اللى بيخليكي مابتنميش انتي شكوتك مش عضويه يا جودي انتي بتعاني من حاله اكتئاب هى وصلتك انك تقنعي نفسك بالمړض ده وعشان تتاكدي انك سليمه ومافيش أي مرض عضوي هبعت معاكي حد يعملك التحاليل والاشاعات اللى هتطمنك مافيش أي حاجه من اللى بتفكري فيه
وارد جدا عشان كده بقولك شوفي المشكله فين وحليها
أنا لايمكن اروح لدكتور نفسي
ليه هو
عيب يعني نتعالج من أي حاجه مضيقانا ومأثره على حياتنا
لا العيب ان أثق فى دكتور وأمنه على نفسي وحياتي وهو يخون
الثقه دي ويطلع غير امين بالمره ومش بس كده دة بيستغل مرضاه زى الدكتور المشهور اللى الميديا كلها بتتكلم عنه وفى الآخر متهم بقضايه مخله لشرفه كطبيب
ابتلع ريقه بتوتر فهو على علم بكل هذا ولكن بسبب ما فعله ذلك الطبيب الذي لا يمس بكونه طبيب وبشرف مهنته الا ان بسببه فقدت بعض الفتايات ثقتها باللجوء الى الأطباء والوثوق بهم
زفر انفاسه بضيق ونهض عن مقعده أنا هبلغ حد من التمريض يكون معاكي وهعملك شيك اب كامل عشان تطمني ومعادنا يكره زى انهارده هبلغك بالنتيجه وهعملك اقراص هتخفف الصداع وتخليكي تنامي وان شاء الله تبقي زى الفل بس أهم شيء بلاش العصبيه والانفعال
بالفعل استمعت له وبعد ان حضرت الفتاه اصطحبتها الى معمل المشفى لعمل فحص شامل ثم بعد ذلك توجهت معها الى مركز الاشعه لكي تطمئن على صحتها الجسديه كما أخبرها الطبيب بانها لن تعاني من أي مرض عضوي وكل ما تشعر به ليس الا نفسي تنهدت بضيق عندما شعرت بانه محق وانها الان تعاني من حاله اكتئاب وكل هذا حدث معها بعد مقابله فارس لها وحديثها الأخير مع حسام أيضا الذي اوضح لها الصوره كاملة وواجهها بشخصيتها المغروره لذلك دخلت بتلك الحاله من العزله الى انها لم تعد تنم كما كانت داهمها الارق والكسل وعدم النوم الى ان سيطر الصداع على دماغها وجعلها تظن بانها تحمل المړض الخبيث
كان يشعر بالقلق على اصدقائه رغم انه غاضب من صديقه الاخر بسبب ما فعله ولكن داخله شعور بالقلق سيطر عليه بسبب تلك المهمه
واثناء شروده أستمع لصوت طرقات اعلى باب