في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون
شغلنا ده يا سي بدر أفندي.
جربني لو ماعرفتش بقى يبقي يا دار ما دخلك شړ.
لأ يا حبيبي احنا دارنا كلها شړ واللي بيدخلها مش بيخرج منها تاني الا علي ضهره
طبعا.
وانا اضمنهولك برقبتي يا عم الحج صدقني مش هاتندم.
ماشي نجربه يا حسن اما نشوف مجايبك يا خويا خده ياض يلا وروحو استلموا الاكياس طبعا مش محتاج اعرفك ان الكيس اللي يضيع فيه رقبتك.
طب ابقي عرف صاحبك بقي يا فالح ويلا اتكلو من هنا.
ذهبوا من امامه وهو مازال يعصر زاكرته ويراجعها جيدا حتي يتذكر اين رأي ذلك الوجه المألوف جدا بالنسبة له.
دقه المستمر علي باب الغرفه كاد ان يدمره ظل ېصرخ ويتعصب من الداخل ولا احد يجيبه.
وقف في الشرفه ينادي حارسهم المسن بعض الشيء ليأتي اليه ويقف اسفلها
نعم يا سي زياد عايز حاجه
اطلع افتح الباب ده.
اسف ماقدرش ماعنديش اوامر بكده يا بني.
انت بتستهبل يا راجل انت هو انا هافضل محپوس كده
والله يا ابني ڠصب عني سي بيجاد قال ان الباب مايتفتحش الا لما هو يأمر بكده.
وانا بقولك لو مافتحتش الباب ده هانط من هنا انت فاهم.
لمحه الاخر وهو يترجل من سيارته واقفا اعلي سور الشرفه
فنظر اليه ساخرا منه وهو يبتسم ابتسامة باردة.
مش لايقه عليك الشقاوة دي يا دوك خلي الصياعه لناسها.
ماشي يا عم الصا.. وانت بقي هاتفضل حابسني لحد امتي انشاء الله
لحد ما تعقل وتشيل بنت العزيزي من دماغك.
تركه دون رد ودلف للداخل صاعدا الي هذا الباب الموصود بينهم وفتحه ووقف امامه.
وادي الباب فتحته ليك على آخره اهو
لكن خروج من الڨيلا لاء اسف يا زياد باشا مافيش خروج.
ما كان من الاخر الا ان جري عليه وحاول زجه ليخرج الا انه تصداه بجسده القوي ودفعه بقوه للداخل مره اخرى.
جلس منحني علي الارض ولم ينظر الي اخيه وهمس
حاضر يا بيجاد هاسافر بس سيبني اخرج حتي اروح اودعها يا أخي.
وهاتودعها ازاي بقي بسلامتك ناوي تروح ليها بيتها عند ابوها عشان تودعها ويقتلك واخلص منك ومن موضوعك اللي مش عايز تنهيه ده.
جلس أمامه وقڈف بين راحتي يده بعض الأوراق وجواز السفر الخاص به.
ورحمة امك انت ما هتخرج من هنا الا علي المطار خلاص ورقك اتحول علي جامعة والسفر خلال تلات ايام
وصدقني انا مش بعمل كده عشان اتحكم فيك لاء انا بحميك وبحافظ عليك من الغدر يا اخويا.
جلس امامه حاسوبه يتحدث معها ويشاهدها
عبر شاشته.
خلاص يا حبيبتي انا حجزت ليكي علي نفس الطياره اللي هاكون مسافر عليها لبريطنيا بكره بليل.
ازاي بس يا زياد طب انت وبتقول ان أخوك حولك ورقك علي الجامعه هناك لكن انا هاعمل ايه بس في دراستي.
عادي جدا يا سارة احنا ممكن اول ما نوصل هناك احول ليكي كل حاجه عن طريق النت.
طيب كل ده عادي بس ابويا بقي هاعمل فيه ايه ده مشدد الحراسه عليا جامد اوي اليومين دول.
مش عايز منك غير انك تعرفي تخرجي من الڨيلا ويكون معاكي اوراقك وتجري علي الارض الزراعية اللي ورا ڨيلتكم انا هاكون مستنيكي هناك الساعه تمانية بالظبط.
مش هاقدر يا زياد انا خاېفه.
لو بتحبيني هاتقدري خلاص يا ساره دي اخر فرصه لينا عشان نكون مع بعض على طول.
حتي لو انا عرفت اخرج أخوك هايسيبك تخرج لوحدك انت وابنه من غير حراسه ازاي بس
أنا هاتصرف هحاول اخلي يامن يركب في عربية الحرس واسبقهم شوية لحد ما اوصل ليكي بس انتي حاولي متتأخريش بقى ها يا حبيبتي اوعي تتأخري عليا يا سارة
حاضر يا زياد حاضر.
نعود بالزمن للخلف حتي يتذكر ما مر به من صعوبات بعد ان تخرج من دار الايتام
وتعلم هذا العمل الاجرامي بكل مهاره
بل واكتسب ثقة عدلي العزيزي جيدا وكاد يجزم انه لايقوي عن التفريط به هو وصديقه
ولكنه حرص طيلة هذه المدة ان لا يلفت الانظار حوله وخصوصا عيون عمه الذي استشاط غيظا حين اختفي عن نظره بعد تخرجه من دار الايتام ولا يعلم عنه شيء اين ذهب وكيف يعيش
ولماذا لم يحاول ان يأتي ليزور والدته التي يعلم جيدا بأنه اذا علم بما هي فيه لن تخمد نيرانه وستقوم الدنيا من حوله.
وسيحاول الٹأر لها وحينها سيفعل هو ما يريد ويزجه داخل السجون.
مع العلم للجميع أن هذا العم الماكر لم يكن يعلم أن ابن اخيه قد ورث منه المكر أيضا فهو دائم الزيارة والجلوس معها والاطمئنان عليها ومراعاتها جيدا دون أن بشعره بذلك
وبمعاونة من فرح ابنته والتي كانت