في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون
لينا غير شهور بسيطه ويخرجونا من الملجأ
انت وهترجع علي ڨيلا ابوك انا بقي هاروح فين
لأ ماتخفش مش هاسيبك تروح في حته هاخدك معايا.
طيب هاقعد معاك بس هانجيب المم احنا الاتنين منين انت وبتذاكر يبقي لازم انا اشتغل.
ايوه وبتشتغل ايه بقي يا فتك افندي انت
بشتغل مرسال عند الحج عدلي العزيزي تسمع عنه
يعني بيبعتني بشنطه فيها شوية بكتات صغيرة كده وانا اوزعها علي ناسه والم الغله بتاعته وأرجعها ليه تاني.
لأ ثواني كده أقعد بقى شوية وفهمني الحوار كله براحة عشان انا مش فاهم حاجه خالص.
ولما ارجع نبقي نحكي مع بعض زي مانت عايز وهبقي ارسيك علي التيتة كلها.
طب استني بس مش يمكن لما تفهمني اشتغل معاك!
وقف وهو معطيه ظهره مزهول من تصريحه هذا.
تشتغل معايا انت يا ابن الاكابر.
هما فين الأكابر دول ما انت عارف اللي فيها يا حسن انت ناسي اني انا مابقاش حيلتي حاجه وكل مالي انا واخويا شفطه مهران في كرشه.
طبعا انا لازم لما اخرج من الملجأ يكون معايا مبلغ اتسند عليه عشان أقدر اقف في وشه بقلب جامد واخد امي وأخويا من عنده وبعد كده أقدر ارجع املاكي حاجه ورا التانيه.
طب وامتحاناتك والمذاكرة ولا ناوي تسيب المدرسه زيي.
لأ انا هاكمل وهادخل الامتحانات واذا كان نصيبي اني اتحرم من كلية الشرطه زي ما ابويا كان بيتمني يبقي هدخل الحقوق وهاخد حقي يعني هاخده من مهران الالفي.
بس في حاجه عايز انبهك ليها قبل ما اروح معاك!
في ايه تاني يا بيجاد
بلاش تقول لعدلي العزيزي انا ابقي مين عشان اول ما هاتقوله هيقول لمهران وانا مش عايز احسسه بيا دلوقتي خالص
عيب عليك ودي بردو حاجه تفوتني انا اه مكملتش تعليمي بس بفهم يعني.
مش بالعلام يا حسن صدقني.
ها هم يصلو الي مقصدهم في هذا الليل
سور عالي تحاوطه اسلاك شائكة وكأنه يحاوط سجن او كتيبة حربيه.
اسفله يقف عدد مهول من اجسام ضخمه لرجال ذو عضلات كبيرة يتصدرون بوابة حديدية عالية.
تقدم منهم احدهم ووقف امامهم مستفهم
يا مرحب يا حسن وجه جديد ده ولا ايه.
زي ازاي يعني ياض ما انت عارف احنا ماعندناش زي دي ياض! هو يا يبقي معانا يا يبقى علينا.
معانا
يا عم معانا وربنا
طب جاي ليه شاري ولا بايع
لاء يا سيدي ده هيبقي ديلر معايا بس الباشا بقي يشوفه الاول.
اممم بس ماله شكله طري كده!
ثم مد يده قاصد وضعها علي عنق بيجاد من الخلف.
اسمك ايه يا شاطر
بدوره رد كفه قبل ان يلمسه ونفضه من عليه وهو يجيبه برعونه وثقه بالنفس
اسمي بدر وبالعكس انا مش شاطر دا انا غبي وغبي قوي كمان.
لأ جدع ياض طب استنوا لحد ما ادخل اقول للحج عدلي انكم هنا.
هاه هم يقفون امامه وهو جالسا يخرج من انفه ادخنة الارجيلة ويشير عليه بأصبعه بتكبر ملحوظ.
مين ياض يا حسن اللي انت جاي وجره وراك ده
صاحبي يا حج عدلي وجاي قاصدك في شغل معايا.
يا ما جاب الغراب لامه يا خويا علي اساس اني فاتحها تكيه.
هذه المره اجابه بيجاد برعونه قبل ان يتذلل له صاحبه.
خلاص يابا ولا تزعل نفسك الارزاق علي الله واعتبر اني ماجيتش هنا من أساسه.
الټفت ليذهب من امامه ليحك الاخر ذقنه بريبة ويهتف فيه.
استني ياض انت! لف وتعالي أقف جنب صاحبك تاني كده.
رجع بيجاد مكانه ووقف بجوار صديقه وزاغت عينه بعيدا عنه بمراوغه.
انا شوفتك فين قبل كده ياض
انت
ليضحك حسن بسخرية محاولا تشتيت افكاره ويهتف
وهاتشوفه فين بس يا عم الحج دا تربية الملجأ من صغره.
لأ انا متأكد اني اعرفه الوش ده شبه حد انا عارفه كويس اوي بس للأسف مش قادر افتكره!
علم انه ربما يتذكره فهو أصبح صوره طبق الاصل من اباه وربما يأخذ من عمه بعض الملامح في شبابه.
بس انا اول مره اجي هنا واقابلك.
امم مش عارف ليه حاسس ان وراك حكايه
انا عارفها كويس اوي.
حاول حسن مره اخري ان يجذب انتباهه
حكايه حكاية ايه بس اللي هاتعرفها
يا حج عدلي دا واد غلبان تربية الملجأ من صغره
بص لو قلقان منه ومش عايزه خلاص اعتبره مجاش من أصله.
بس ياض انت بطل غلبه هو انت اللي هاتقولي اشغله ولا امشيه.
لا لاء براحتك خالص يا عم الحج شوف اللي انت عايزه طبعا واحنا علينا التنفيذ.
قولتلي اسمك بدر ياض!
ايوة
وبقيت اسمك ايه بقى
نظر في عينه بكل ثقة واجابه متعمدا الا يهتز امامه.
ماعرفش غير بدر وبس.
امم زرع شيطاني يعني
كاد ان ينقض عليه ولكن الاخر تمسك به ضاغطا علي يده حتي يتروي.
ابتسم له ليعلمه بأنه لن يستفز.
تقدر تقول كده يا حج.
وهاتعرف بقي تشتغل