الأحد 24 نوفمبر 2024

في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 1 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
كان يجلس في غرفة مكتبه المظلم بالكامل داخل فيلا والده القديمة و التي اقام بها منذ خروجه من الملجأ حتي الآن.. 
يتذكر تلك الأيام البائسه منذ ۏفاة والده. 
تدور الاحداث في قريه من قري محافظة الشرقية
في زمن التسعينات. 
دق جرس الفيلا من الخارج و هو يجلس أمام والدته تلك المرأه الحنون الجميلة التي تداري جمالها بأرتداء الاسود حدادا علي مۏت زوجها و هي تطعم صغيرها ذو الثلاث أعوام. 

كان عمره هو لا يتجاوز العاشرة لتنظر اليه بحب و تهتف
قوم يا بيجاد شوف مين اللي جايلنا الساعه دي
ترك الصغير لعبته من يده و هتف. 
حاضر يا ماما
جري الصغير علي هذا الباب الحديدي ذو الخلفية الزجاجية و تشبث في مقبضة ليفتحه و يري وجه من يقبض القلب بهيبته القويه
يرتد الصغير للخلف و هو يقف امامه لا يعلم لماذا يبغضه هكذا. 
لتهتف والدته من مكانها. 
مين يا بيجاد 
رمقه الصغير بنظرة غاضبه ثم الټفت الي والدته. 
دا عمي مهران يا ماما. 
ليدير وجهه اليه مرة اخري و يقول بضجر. 
جاي ليه يا عمي 
رمقه العم مهران بنظرة مشتعله تبث في قلب اي طفل الخۏف لكن هذا الشبل الصغير لا. 
اخرس ياض حد بردو يسأل السؤال ده لعمه و هو جاي يزوره. 
بادله نظرته بأخرى مشمئزة و صاح بصوت طفولي مغلفا ببعض الخشونة. 
عشان انت رجلك خدت علي البيت عندنا قوي قبل ابويا ما ېموت مكناش بنشوفك اصلا. 
صفعه قوية تلقاها الصغير علي وجنته و هو يصيح بصوته الجهور. 
اما صحيح انك عيل قليل الادب فاكر ان عشان ابوك ماټ خلاص مش هيبقي ليكم حد يحكمكم
علي العموم الكلام ده هايخليني اتأكد زيادة من اللي هاعمله 
جميله جميله انتي فين.
كانت تحمل صغيرها و تقف عند باب الغرفة تري ابنها و هو يتلقي تلك الصفعه و لا تقوي ان ترده عنه او تقف أمامه. 
نعم تبغضه لكنها تهابه و ترتعب حين تستمع الي صوته. 
انا هنا يا حج مهران اتفضل
اتفضل ايه بقي بعد اللي قاله ابنك قليل التربيه ده
ليقف الصغير من علي الارض و بعين جامحه كعيون شبل صغير تبدلت بالحقد و الڠضب بدلا من الدموع و صړخ فيه
انت بتضربني ليه انت مش ليك ضړب عليا
نشلته والدته من امامه قبل ان يلقي الصفعه الثانيه
عيب يا بيجاد اتأسف لعمك و اطلع علي اوضتك يلا
لاء يا ماما انا مش غلطت عشان اتأسف
تعالي يا جميله انا عايز اتكلم معاكي شويه و سيبك من لعب العيال ده
حاضر اتفضل يا حج. 
جلس علي الاريكه بكل هيبته و جلست هي و مازلت تحمل صغيرها بين ذراعيها و وقف هذا العنيد يستمع لما يقوله لوالدته 
ها ناويه علي ايه يا جميله
مش فاهمه قصدك يا حج مهران 
قصدي ناويه علي ايه في اللي جاي هاتعملي ايه في حياتك و انتي بقيتي ارمله و في رقبتك عيلين صغار
هاعيش ليهم يا حج هاربيهم و اكبرهم و لحد عودهم ما يشتد و يبقو عوض لأبوهم
الكلام ده لا يودي و لا يجيب ولادك لسه صغيرين و لسه العمر قصادهم ياما و انتي 
مره حلوه و لسه صغيرة مش هاتترهبني عليهم يعني
لاء هاترهبن عليهم و ليه لاء مراد ماكنش اي حد بالنسبة لي عشان انساه و اروح اتجوز غيره
بلاش كلام فارغ مراد ماټ بقاله ٤ شهور دلوقتي و عدتك خلصت خلاص 
حضري نفسك ليوم الخميس عشان هاكتب عليكي مانا مش هاسمح لراجل غريب انه يدخل بيت اخويا و يستباح حرمة بيته و يحط يده علي فلوسه و ارضه كمان
لكن انا رافضة و
عمري ما هاتجوز حد تاني بعد مراد
يبقي تسيبي البيت و الولدين و ترجعي بيت أهلك في مصر و اوعي تفكري في يوم تيجي تسألي عليهم او علي ورثهم انتي سامعه
لكن ده ظلم يا حج مهران حرام عليك
اللي عندي قولته و قدامك الحلين دول يا تحضري نفسك للجواز يا تسيبي الولد و تمشي. 
قال كلامه و هو خارج من عندها و بيجاد يرمقه بكل كره. 
ضمت الصغير داخل ذراعيها جيدا و هي تزرف الدمع و تهمس پخوف. 
منك لله يا ظالم يا مفتري عايز تغصبني علي الجواز منك يا تحرمني من ولادي و تقولي حلين
وقف امامها و بدء يمسح دموعها بيديه الصغيرة. 
مش ټعيطي يا ماما
قولي ليه لاء انتي خاېفه منه مش تخافي و انا كل ما يجي هنا هازعق معاه جامد و مش هاخليه يجي هنا تاني. 
مش هاتقدر يا حبيبي دا بيهددني بيكو عايز يحرمني منكم انتو كمان يا بيجاد. 
خلاص بقي انا هاروح القسم و هاقول للظابط انه هو اللي اتسبب في مۏت ابويا. 
اوعي تعمل كده انت لسه صغير مش فاهم حاجه
لاء انا مش صغير قولتلك انا شوفته وهو بيقطع سلك من العربية قبل ما بابا يركبها عشان يسافر 
و لما قولتله بتعمل كده ليه قالي انه بيصلحها و بعد ما بابا ركبها و مشي بيها عمل الحاډثه علي الطريق يبقي قټله ولا لاء يا ماما 
انا هاروح

انت في الصفحة 1 من 23 صفحات