رواية بقلم فاطيمة يوسف
انا عايزاكي تفكري في اللي انا قلته لك ده كويس جدا قبل ما تاخدي أي قرار علشان انا مش هتراجع
وتابعت سمها التى تلقيه في أذان تلك البريئة
وبعدين يا بنتي فكري بعد ما تخرجي من الملجأ هتروحي فين
هتاكلي منين هتشربي منين هتعيشي ازاي
الملجأ خلاص ما بقاش زي زمان يضمن لك وظيفة ومكان وحتى لو ضمن لك مكان بيبقى في منطقة شعبية كلها مشاكل
.
انتفضت مريم كمن لدغها عقرب وأجابتها بثقة مزيفة ولكن داخلها يرتعب
انا عمري ما هعمل اللي إنتي بتقولي عليه ده انا لو هاكلها عيش حاف أشرف لي وأكرم لي من اللي انت عايزاني أعمله
وبعدين اللي رزقني السنين دي كلها مش هيرزقني عمري اللي جاي
قاطعت حديثها وأردفت بنبرة حادة وهي تشير لها بسبابتها
يا إما هبدا بتنفيذ ټهديدي خطوة خطوة ومش هسيبك إلا وانتي متدمرة
واسترسلت حديثها بهدوء اكثر لكي تميل راسها
وبعدين ازاي واحدة زيك وفي جمالك وفي رشاقتك ما تستغلش الجمال ده في حاجة تخليها تعيش سعيدة ومرتاحة .
كورت مريم يديها پغضب وأجابتها ببرود قاټل
إنتي مش فاهمة انتي بتطلبي مني ايه !
اللي إنتي بتطلبيه ده صعب جدا انفذه
ولا انا علشان ما ليش اهل أتحامى فيهم هتستقوي عليا
واسترسلت بقوة
بس خلي بالك انا ليا رب أقوى من أي خلق شاهد ومطلع على ابتزازك ليا واعملي حسابك مش هعمل اللي إنتي بتقولي عليه ده نهائي .
هنشوف يا حلوة مين اللي هيكسب في الأخر وانتظري مني مفاجأة هتعجبك قوي .
وتركتها وغادرت المكان وهي تركب سيارتها وتنظر لها نظرة الشړ ينبعث من خلالها
وما أن فرت بسيارتها حتي انطلقت دموع مريم بغزارة وۏجع وقهر
وحدثت حالها وهي تناجي ربها
يارب ما ليش غيرك ولا أب ولا أم ولا أخ ولا خال ولا عم ولا ضهر يحميني من غدر الزمان
ثم ولجت من بوابة الملجأ وجدت المديرة تقف على أعتابه وهي تربع يديها على صدرها وتنظر لها قائلة بتهكم
البرنسيسة مريم حمد لله على السلامة متأخرة عن ميعاد خروجك ساعة بحالها وإنتي عارفة ان انا بحب النظام وما بحبش التاخير
طول عمرك كده لعبية وملاوعة
وعلشان تأخيرك ده تطلعي حالا تغيري هدومك وتنزلي هتنضفي حمامات الملجأ كلها
وتحدثت إليها باستعطاف
بالله عليكي يا أبلة انا في امتحانات ومحتاجة كل وقت اذاكر فيه والمواصلات هي اللي أخرتني
لما أخلص امتحانات أوعدك اني أنفذ عقابك كله من الأول للآخر
بس يارب يخليكي سيبيني أذاكر علشان عايزة أخرج بتقدير زي اللي انا متعودة عليه كل سنة .
لم تتأثر الأخرى بتوسلات تلك اليتيمة ولا ببكائها واكملت بحدة
ما تتحايليش يا هانم علشان انا ما باكلش من دموع التماسيح دي
اتفضلي على فوق فورا أمري ما فيهوش جدال علشان بعد كده ما تفكريش تكرريها تاني
يلا يا بنت انجري مش فاضية لدلعك ده
واسترسلت وهي تعطيها ظهرها
تاتكم القرف بنات تجيب الهم أهاليكم سابوكم وطفشوا ورموكم لنا هنا يبلونا بيكم .
لم تعد تتحمل مريم تلك القسۏة من مجتمعها التي نضجت وهي تعاني منه بلا رحمة ولا شفقة
يحملونها هي ومن مثلها أخطاء من رموهم في وكر الحياة وهم لا ذنب لهم في وجودهم في تلك الظروف التي انجبروا عليها
وصعدت إلى الأعلى لكي تبدل ملابسها لتنفذ الأمر وتحاول ان تنهيه على عجالة لكي تستطيع ان تذاكر
ووعدت حالها ان تستمر في صبرها وان تتحمل أي آلام سواء كانت جسمانية او نفسية لكي تصل بحلمها الى طريق سليم
وتأني بحالها بعيدا عن تلك القساوات من المجتمع .
عصرا في كافيه مشهور في الإسكندرية تجلس اثنتين من أرقى نساء المجتمع نهال طليقة مالك الجوهري واخته هيام
نهال
بنبرة صوت حادة وعيون تنطق شړ
انتي فاهمة يعني ايه انا نهال الدين