السبت 23 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثالث

انت في الصفحة 9 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

يعني . أكيد إنت فاهمني !
لوي عمرو فمه قائلا و هو يحافظ علي صبره بشتي الطرق 
طيب حضرتك فهمني إنت ليه بتقولي الكلام ده و عايز توصل لإيه بالظبط أنت مش مطمن علي بنتك معايا يعني !
أطلت أبتسامة معابثة عند زوايتي فمه و هو يجيبه بهدوء 
أنا مطمن علي بنتي دايما فين ما تكون . لكن أنا بنصحك بس . و أخر نصيحة .. حياة بنتي قبلك كانت حاجة و معاك هتبقي حاجة تانية خالص
عمرو يعني إيه 
سفيان بجدية يعني من حقك تحاسبها بعد إرتباطك بيها . لكن قبل كده لأ .. خليك فاكر الكلمتين دول كويس . كل الكلام إللي سمعته مني مهم . لكن الكلمتين دول أهم . خليهم علي بالك دايما . فاهم 
عمرو بعدم إرتياح 
فاهم . فاهم يا باشا
..................................................................................
كانت وفاء تجلس بجوار سامح في غرفة المعيشة تضحك بدلال و هي تقاسمه قطعة حلوي و تناوره و تشاكسه بينما يجاريها هو مستمتعا باللعبة ...
إنتبه كلاهما علي صوت سفيان عندما خرج من مكتبه برفقة الضيف شاهداه و هو يوصله حتي باب المنزل بنفسه إستدار الأخير متجها صوبهم إبتسم لهم بحليمية و هو يهتف 
معلش الضيف أخدني منكوا شوية . بس إنتوا عارفين أبوه راجل مهم جدا
سامح بإهتمام كان جاي ليه إبن الوزير يا سفيان 
سفيان بصوته الهادئ 
كان في شغل متعطل في الجمارك و شوية مشاكل كده فقلت أما أميل علي معالي الوزير يخلصلي هو الحاجات المعقدة دي . الراجل علاقتي كويسة جدا بيه و لولا مشغولياته كان جالي بنفسه بس هو بعت إبنه
أومأ سامح بتفهم و قال 
طيب كويس و الله . رغم أنك لو كنت قولتلي الحاجات دي يمكن كنت خلصتهالك بسرعة . بس مش مشكلة خلي الدولة تردلنا جزء من الجمايل .. و ضحك
إبتسم سفيان ردا علي دعابته ثم نظر إلي أخته متسائلا 
أومال فين ميرا يا وفاء 
وفاء فوق يا حبيبي في أوضتها . لسا طالعة من شوية
سفيان طيب أنا هطلع أبص علي يارا و نازل تاني . معاد الدوا بتاعها قرب
سامح وفاء إتفضل !
..................................................................................
في غرفة ميرا ... تهالكت فوق سريرها و الشحوب يعتريها بالكامل و يبيض وجهها
أرتعشت يدها الممسكة بالهاتف و إتسعت عيناها المحدقتان برقمه الذي عاود الإتصال للمرة الثالثة حتي الآن ..
كان الصراع كالأمواج تتقاذفها لا تعرف هل ترد عليه أم لا .. فقد إنتهي كل شئ بينهما و هو الذي إختار فماذا يريد الآن 
إرتعدت ميرا پعنف حين دق باب غرفتها أخفت الهاتف بسرعة تحت الوسادة و هي تصيح بصوت مهزوز 
مين !
أنا يا ميرا .. كان صوت والدها
إبتلعت ريقها بصعوبة و قالت 
Come over دادي !
ولج سفيان إليها مبتسما أقفل الباب خلفه و مشي ناحيتها قائلا 
إيه يا حبيبتي . طلعتي يعني مش قاعدة مع سامح و عمتك ليه 
ميرا بإرتباك حسيت بشوية صداع . قلت أطلع أستريح في أوضتي
سفيان و هو يجلس بجوارها 
لأ سلامتك يا حبيبتي ! .. و مد يده متحسسا جبينها
مافيش حرارة . هتبقي كويسة بعد الأكل
و هنا صدح رنين هاتفهها مكتوما من تحت الوسادة ...
إزداد إرتباك ميرا أكثر و أكثر بينما تسلل الشك فورا إلي سفيان خاصة عندما رآها تتخشب في جلستها و لم تعير الرنين أي إهتمام أو بالأحري تتعمد تجاهله ..
موبايلك ده إللي بيرن يا ميرا 
إرتعش بدنها و هي تتطلع إليه ردت بتلعثم 
آ آه . موبايلي
سفيان هو فين 
دست ميرا يدها و سحبته من تحت الوسادة أبعدته عن ناظري أبيها ليسألها بإلحاح 
مش هتردي !
و عندما لم يجد منها ردا أخذ الهاتف من يدها و ألقي نظرة مستكشفة علي هوية المتصل ...
يوسف ! .. ردد سفيان بلهجة هازئة
أطرقت ميرا رأسها هاربة من نظراته بينما أغلق سفيان الهاتف تماما ثم أمسك بذراع إبنته بلطف و قال آمرا 
بصيلي يا ميرا
عضت ميرا علي شفتها بقوة لكنها أطاعته بالأخير و نظرت إليه بعينان ملؤهما الدموع ...
إنتي لسا بتحبيه .. سألها بلهجة مقتضبة
ضغطت ميرا علي
شفتاها و سالت دموعها مجيبة سؤال والدها ...
إنفعل سفيان قائلا 
كده ماينفعش . أنا أديتك أعذار بما فيه الكفاية . إنتي عايزة مني إيه يا ميرا ردي عايزة إيه أنتي كده مش مريحاني . كده بتهدي كل إللي بنيته و بحاول أبنيه عشانك . حرام عليكي يابنتي حسي بيا شوية و حاولي تفهمي و تتعلمي مني . مش هتكسبي حاجة من ورا سذاجتك دي غير الآذي . لازم تبقي زيي سامعة لازم
أنا بحاول . صدقني ! .. قالتها ميرا بنبرة مخټنقة و تابعت بنشيج متقطع 
أنا عارفة إني علاقتي بيه إنتهت . إطمن . عمري ما هكلمه و لا هشوفه تاني .. I promise
تنهد سفيان بسأم و قال محاولا تهدئة أعصابه 
ميرا إنتي بقيتي متجوزة دلوقتي . فاهمة يعني إيه متجورة لازم تنسي كل حاجة إتعلمتيها في أمريكا و تفتكري بس إللي علمتهولك طول الفترة
10 

انت في الصفحة 9 من 19 صفحات