السبت 23 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثالث

انت في الصفحة 14 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

أبقي أم عمرو جوز ميرا الداغر بنت أخوكي سفيان بيه
عمرو جوز مين 
لم يصدر هذا السؤال عن وفاء التي تسمرت من الصدمة تلقائيا إنما إندفع بقوة من فاه سامح الذي جحظت عيناه من شدة الذهول و الإستنكار ..
أجفلت السيدة الجذابة و هي تعيد بشئ من القلق 
عمرو غالي إبني يبقي جوز ميرا بنت سفيان بيه . مالكوا بس يا جماعة إنتوا واقفين في فرحهم ! هو كل ده سفيان بيه ماكشفش الخبر معقول !!
و هنا صدحت موجات الموسيقي الصاخبة أنغام معينة تشير إلي الإستعداد لملاقاة العروس الوشيكة ...
إستدار سامح من فوره و عيناه تتآججان بشراسة مدمرة كان مركزا نظراته علي بوابة الصالة المغلقة .. إنتظر لثوان حسبها دهرا و عندما إنفتحت البوابة إلتقتطهم عينيه
صديقه ... و إبنته ... سفيان يقف شامخا كعادته منتفخ الصدر و في يده ميرا التي بدت هادئة و باردة الأعصاب هي الأخري ... و الچحيم ! لقد أصابت تلك السيدة ميرا تزوجت يا سامح !!!!
تداخلت الأفكار بعقله و تشتت إلي أقصي درجة السؤال الذي ميزه من بين كل هذه الجلبة هو .. لماذا .. لماذا فعل سفيان ذلك لماذا قام بتزويج إبنته خفية لماذا 
إنت لسا مش فاهم يا سامح ! غبي .. لم يقلها سامح بنفسه لم يسمعها بعقله حتي إنما قرأها في نظرات سفيان التي تصوبت كلها نحوه في هذه اللحظات
و كأنه سمع نداء فإلتفت لتلبيته ...
كان الإستهزاء به واضحا جليا في إبتسامته حيد عنه بهدوء موزعا المزيد من الإبتسامات علي الحضور
تحرك أخيرا ساحبا إبنته علي وتيرة الموسيقي الهادئة كان يتوجه بها نحو عريسها المتألق بدوره في حلته السوداء كان يقف هناك بمنتصف الصالة تحت أضواء الثريات المبهرة ... يكاد يأكل ميرا بنظراته ... بدا لا يطيق صبرا لتنتقل يدها الطرية من يد أبيها إلي يده كان له ذلك .. حين وصل سفيان عنده .. قبل رأس إبنته ثم أمسك بيدها و وضعها بيد عمرو متمتما له بحفنة من النصائح التقليدية التي يلقيها الأباء علي أزواج بناتهن في يوم كهذا ...
وقف سفيان بمكانه قليلا يتابع عمرو و هو يرحب بعروسه الجميلة و يلاطفها أمام الجميع محتضنا إياها و مقبلا خديها بحميمية كبيرة ثم يأخذها ليفتتحا الحفل بالرقصة الأولي .... علي الجانب الأخر وحدها نيران الغيرة كانت مسيطرة علي وجدان سامح تنهش قلبه بلا رحمة فألغت بصيرته و عقله تماما و هو يتابعهم بأنفاس مهتاجة أشد

حمية من اللهب ... حتي أنه لم ينتبه فورا لتحرك سفيان بإتجاههم .. تحولت نظراته إليه حين كان علي بعد خطوات
نظرات التحدي من سامح تقابلها نظرات سفيان الفاترة .. علي الأرجح لقد إنكشف كل شئ و لكن ماذا سيحصل بعد ماذا يا سفيان 
أنا مش مصدقة إللي إنت عملته !! .. غمغمت وفاء پغضب شديد
إنت إزاي تعمل كده . إزاي تجوز بنتك من ورانا و نيجي زي الغرب . ده الغرب طلعوا أحسن مننا علي الأقل كانوا عارفين قيل ما يجوا !!!!!
ظل سفيان علي هدوئه المستفز و هو يجيبها بتمهل 
حبيت أعملهالكوا مفاجأة . بقالي كتير مالعبتش معاكوا يا وفاء .. و لا إيه يا سامح .. و غرس ناظريه في عيناه الملبدتان بسحب الڠضب
وفاء بإنفعال إنت أكيد مش في وعيك أو إتجننت يا سفيان إيه إللي يخليك تعمل كده و تداري علينا خبر زي ده مالكش أي عذر عيب علي مركزك و سنك حتي يا أخي
إبتسم سفيان قائلا ببرود 
عندك حق . أنا فعلا كنت غلطان في حاجات كتير أوي .. بس الليلة دي هصلح كل غلطاتي . و جواز ميرا أول غلطة إتصلحت الحمدلله ... و صوب إلي صديقه نظرة ذات مغزي
كز سامح علي أسنانه و هو يبادله النظرات لتقول وفاء و عيناها تتسعان بدهشة متزايدة 
أنا مش قادرة أصدق إللي إنت بتقوله ! سامح .. إتكلم . قول أي حاجة إنت ساكت ليه 
و هنا إنفجر سفيان ضاحكا بقدر جذب إليه أنظار البعض إرتبك سامح قليلا و إهتز تماسكه و هو ينظر حوله بتوتر بينما رد سفيان من بين ضحكاته الهستيرية 
سامح مش هيتكلم يا فوفي . أنا .. أنا إللي هتكلم بس إتكي علي الصبر . ماتستعجليش .. و لا إيه يا سامح !
لم يجيبه أيضا فإزداد ضحكه الغير مبرر أكثر و أصبح خارج عن سيطرته الآن .....
...................................
مضي الوقت تقريبا و قد أدي سفيان دوره علي أكمل وجه كان حاضرا حول إبنته حاضرا بشدة راقصها عدة مرات و قد أشاع بهجة غير معقولة حتي كادت ميرا تنسي جميع مشكلاتها فعليا شيئا فشئ وجدت نفسها تندمج معه و مع زوجها دون أن تشعر
لم تلقي بالا بسامح أو عمتها الجالسين هناك بعيدا عن الأنظار و هو ما حرص عليه أبيها ... جعلها تنسي كل شئ و
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 19 صفحات