الأحد 24 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثالث

انت في الصفحة 1 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

41 42
خذلان ! 
قام يوسف بتوصيل ميرا بعد أن فرغا من تناول وجبة الغداء لم ينبس معها ببنت شفة طيلة الطريق و قد إتخذ وجهه قناع الجمود بينما كانت ميرا في حالة من السكون التام
كانت هادئة علي غير المتوقع لعلها كانت تدرك ردة فعله مسبقا و هذا ما جعلها تستقبل جفاؤه ببساطة كأنه شيء عادي بعد الكلام الذي ألقته علي مسامعه .. فهل كانت تتوقع حاله أفضل من والدها لقد أثبت لها يوسف أن الرجال الشرقيون جميعهم علي نفس الشاكلة ما من أحد منهم يقبل سلعة فرز ثاني يجب أن يكون لهم اليد الأولي دائما بصرف النظر عن بقية الحيثيات ...

أوقف يوسف سيارته بمنتصف باحة الڤيلا و لأول مرة لم ينزل ليفتح لها الباب إنما قال بدون أن ينظر نحوها 
إتفضلي إنزلي
و هنا تخلت ميرا عن صمتها هي الأخري فنظرت له و قالت بلهجة طبيعية جدا 
مش هتنزل معايا شوية 
يوسف عابسا لأ معلش مش هقدر المرة دي . لازم أروح دلوقتي بابا إتصل بيا كتير
أومأت ميرا قائلة 
أوك as you like
باي .. و 
مشي يوسف فورا و لم تنظر ميرا خلفها أبدا بل أكملت سيرها الهادئ حتي بلغت المدخل دقت جرس الباب فتحت لها عطيات مستقبلة إياها ببشاشتها المعهودة بادلتها ميرا بفتور ثم إتخذت طريق السلم
و ما كادت تضع قدمها علي أول درجة حتي إستوقفها صوت أبيها المباغت ...
ميرا !
إلتفتت ميرا نحوه 
دادي ! .. في حاجة 
طالعها سفيان بنظرات غامضة و قال 
أومال فين يوسف مش كنتي معاه مادخلش معاكي ليه 
هزت ميرا رأسها و هي تقول بعدم إكتراث 
قولتله بس قالي باباه عاوزه !
برقت عيناها الآن و قد فاجأتها موجة آسي غير طبيعية ..
إنتي كويسة يا ميرا .. تساءل سفيان بهدوء غريب
نظرت له و هي تضغط علي شفتيها بقوة مجاهدة دموعا تهدد بالهطول بأي لحظة ...
دادي ! .. تمتمت بصوت مخټنق
نظر لها بترقب و هو ما زال محتفظا بهدوئه أو بروده ..
و هنا خذلتها دموعها فجأة فوجدت نفسها تنطلق كالسهم بإتجاه أبيها إصطدمت رأسها بصدره و لفت ذراعيها حول خصره العريض و هي تنشج بمرارة حاړقة 
أنا مش عايزة يوسف . أنا مش عايزة أكمل معاه . بلييييز كلمه و قوله ميرا مش عايزة تشوفك تاني خلاص . قوله مايكلمنيش أبدا . بليييز دادي خليه يبعد عني
تعالي يا ميرا . تعالي عايز أتكلم معاكي شوية .. قالها سفيان و هو يبتعد عنها متجها صوب غرفة مكتبه
وقفت مكانها للحظات و هي تشعر بالتوتر لا تعرف علي ماذا يلوي .. بعد أن أبدي ردة فعل متساهلة إزاء كلامها إزدردت لعابها و مضت في إثره بخطوات آلية ...
تعالي و إقفلي الباب وراكي ! .. دمدم سفيان بدون أن ينظر إليها
إنصاعت ميرا له و أقفلت الباب ثم توجهت نحوه عابسة بغرابة تطلع سفيان إليها بعد برهة و قال بأمر 
أقعدي
جلست ميرا قائلة بصوت متحشرج 
دادي إنت مش عايز تسألني إيه إللي حصل !
سفيان و قد تعمد تجاهل سؤالها 
أنا عايزك تسمعي الكلام إللي هقوله دلوقتي و تركزي كويس عشان هتنفذيه بالحرف . فهماني 
أومأت ميرا رأسها و هي تحدق في عينيه بتركيز ليكمل و هو يشعل لنفسه سېجارا 
أول حاجة إقلعيلي الدبلة إللي في إيدك دي .. و أشار بذقنه نحو خاتم الماس الذي يزين إصبعها
أجفلت ميرا قائلة

و هي تتلمس الخاتم بعفوية 
أقلعه ! ليه 
سفيان بحدة إنتي مش لسا قايلة مش عايزة خطيبك 
ميرا بإرتباك أيوه قلت . بس .. إنت مش هتسألني ليه الأول 
سفيان و قال بصرامة 
أنا مش محتاج أسأل . كل حاجة بتوضح قدامي لوحدها .. يلا إقلعي الدبلة دي من إيدك و تبقي تنزليلي الشبكة لما تطلعي
آثار ريبتها بكلماته المبهمة لكنها غضت الطرف عن هذا مقنعة نفسها بترهات أخري إعترتها رجفة خفيفة و هي تخفض رأسها لتنزع الخاتم بهدوء أمسكته بين إصبعيها و ناولته لأبيها دون أن تنظر إليه ..
أخذ سفيان الخاتم و وضعه جانبا فوق الطاولة ثم دفع لإبنته بورقة و هو يقول بصوت قوي 
عايزك توقعيلي علي الورقة دي بقي !
نظرت إليه أولا ثم للورقة التي دفعها لها و قالت 
إيه الورقة دي 
سفيان بجدية ده عقد جوازك . مش عايز مخلوق يعرف عنه حاجة . نهائي حتي عمتك وفاء لحد ما يجي الوقت المناسب
فغرت ميرا فاهها و هي تقول بذهول 
ع عقد جوازي ! إزاي و من مين 
تنفس سفيان بعمق و نظر أمامه بشرود ثم بدأ يقص لها ...
Flash back ...
بعد أن ترك زوجته لتفكر بحرية في العرض الذي قدمه لها تلقي إتصالا مهم كان ينتظره منذ الصبيحة
أخذ هاتفهه و توجه نحو أحد الغرف البعيدة أغلق الباب جيدا ثم رد بلهجة ودية هادئة 
باشا . مساء الفل .. إتأخرت عليا و الله . لأ و أنا ماستغناش . حضرتك قريب علي الباب . لأ أنا نازلك حالا

انت في الصفحة 1 من 19 صفحات