السبت 30 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل 23 
ليلة سوداء ! 
في الطريق ... كان الكلام محشورا بفم سامح
فوجود وفاء معهم وتره بالكاد إستطاع أن يركز علي القيادة و كلما أراد التحدث أخرس لسانه و أطبق فمه بقوة
حتي سأم و طفح كيله ..
هو يوسف ده أكبر منك بكام سنة يا ميرا .. صاح سامح متسائلا و هو ينظر إلي ميرا الجالسة بالخلف من خلال مرآة السيارة الأمامية

كانت ميرا تعبث في هاتفهها بتركيز عندما إنتزعها صوت سامح ... نظرت إليه و ردت بلهجة هادئة 
يوسف دلوقتي Third Row . أخر سنة في المدرسة و بعدين هايروح الجامعة يعني ممكن تقول أكبر مني ب years
Maximum بالكتير 
أومأ سامح قائلا بإقتضاب 
يعني لسا عيل . 19 سنة ! .. ثم نظر إلي وفاء مكملا بسخرية 
إيه الجوازة العيالي دي يا عمتو !
وفاء و هي تضحك 
و إنت مالك يا سامح مش أبوها موافق و بعدين هي كمان مبسوطة يبقي إحنا نزعل ليه 
سامح بشئ من الإرتباك 
زعل إيه أنا مش زعلان و لا حاجة . أنا قصدي بس إنهم لسا صغيرين علي الجواز !
ميرا ماتقلقش يا سامح . دادي قالي مش هنتجوز دلوقتي . لما أدخل الجامعة زي يوسف هنحدد معاد الفرح يعني لسا فاضل شوية
ضغط سامح علي شفتيه بنفاذ صبر ثم قال بإندفاع منفثا عن عصبيته 
طيب إيه رأيكوا نكمل السهرة برا و لا عايزين تروحوا 
إبتسمت ميرا و قد راقت لها الفكرة 
أنا موافقة . و إنتي يا أنطي 
وفاء بتفكير مش عارفة !
عشان سفيان بس
سامح بتهكم هو سفيان في إيه و لا في إيه دلوقتي زمانه مركز مع عروسته و مش داري بحاجة
ضحكت وفاء برقة و قالت 
خلاص ماشي . بس هنروح فين يعني 
تنهد سامح مفكرا للحظات قصيرة ثم قال بفتور 
أي حتة تطل علي النيل . أنا بقالي فترة نفسي في فنجان قهوة و أنا قاعد قصاده !
..................................................................................
ما عاد من حولها إلا الهدوء و السكون ... حتي أطفأ سفيان محرك السيارة
في هذه اللحظة رفعت رأسها الثقيل متطلعة أمامها فشاهدت منزله الأبيض العظيم يتألق تحت ستائر من الأنوار الزرقاء الثابتة .. كانت هذه النقاط المشعة تغطي وجهة البيت كلها
نوعا ما شعرت بالتحسن عندما إبتعدت عن ضجيج منزلها قل شعورها بالدوار
لكن الأمر لم يدم طويلا فصوته وحده يمثل أعتي دوار ..
نورتي بيتك يا حبيبتي ! .. قالها سفيان مغمغما و هو يميل صوبها بتباطؤ
إرتعدت يارا بخفة عندما داهمها صوته ..
نظرت له بصمت للحظات ثم ردت بإيماءة خرساء ليبتسم بإستخفاف من هذا التحفظ الذي شاهده مرتسما علي تعابير وجهها
ترجل سفيان أولا و دار حول السيارة برشاقة ثم فتح لها الباب و مد يده بحركة لبقة ..
كانت هذه دعوة ... ترددت يارا قليلا لكنها إستسلمت مرة أخري
حاولت فقط منع يدها من الإرتجاف عندما مدتها لتستقر بيده أطبق سفيان أصابعه علي كفها البارد بإحكام ثم شدها بإحتراس حتي وقفت علي قدميها ..
إنتي محتاجة تتعشي كويس يا حبيبتي ! .. قالها سفيان بحنان و هو يسير بها إلي الداخل و أكمل 
شكلك مأكلتيش حاجة أصلا إنهاردة . الكل كان ملاحظ إرهاقك .. و لا يهمك هتبقي عآااااال ... 
أجفلت يارا
وصړخت عندما حملها إرتفعت رجلاها عن الأرض لكنه أمسك بها قبل أن تقع و تابع المسير و هو يضحك بقوة قائلا 
إيه يا حبيبتي خۏفتي كده ليه لازم يبقي عندك ثقة فيا . معقول كنت هاسيبك تقعي يعني إستحالة طبعا
يارا بإرتباك ممكن تنزلني أنا هعرف أمشي لوحدي
سفيان بإبتسامة مرحة 
من تقاليد

________________________________________
عيلة الداغر لازم العريس يشيل عروسته ليلة دخلتهم . آسف ده طقس عائلي مقدرش أتجاهله
صمتت يارا لا حيل لها فقط صدرها يخفق باللهاث و التعب و الخۏف ...
وصلا عند الغرفة المنشودة غرفة سفيان و التي إحتلت جناحا مستقلا وسع الطابق بأكمله
أنزلها سفيان علي عتبة الباب ثم مد يده مديرا المقبض
دفع الباب بهدوء و قال يحث يارا 
إدخلي يا حياتي . بيتك و مطرحك
و سمعته يضحك بخفوت و لؤم ..
إقشعر بدنها عندما إشتمت الهواء العابق برائحته رائحته هنا في كل مكانه
ممتزجة بنسيم الليل الداخل من النوافذ المواربة
كان ضوء القمر الفضي يتخلل الستائر الشفافة ما كانت الغرفة مضيئة بالكامل مثل باقي البيت بل كانت هناك إضاءة خاڤتة تكفي حتي يري كلا منهما الأخر بشكل شبه ضبابي
كانت الغرفة دائرية و كان الفراش في الوسط كبير كبير جدا تصل له بعد صعود ثلاث درجات من الرخام الصقيل
كان هناك صالون صغير في الجهة الأخري و شاشة تلفاز عريضة مثبتة بين مصباحي الحائط كانت غرفة الملابس ظاهرة حيث إستطاعت يارا رؤيتها عبر باب جرار نصف مفتوح
إلتفتت بسرعة عندما سمعت باب الغرفة ينغلق ..
نظر سفيان لها بأعين لامعة و قال 
أهلا . أهلا يا ست الكل ..

انت في الصفحة 1 من 33 صفحات