الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين 46 الاخير الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل 46 الأخير 
_ ميراث الډم ! _ جزء ثاني
خيمت البرودة حولها فجأة ... لحظة إنفصالهما عن بعض أخيرا .. و لكن جيد ... فقد إتخذت أعصابها شيئا من تلك البرودة حين ناءت عنه بمنتهي الهدوء و سحبت الملاءة لتغطي جسمها .. كانت مسترخية كثيرا و لم يزعجها ذلك الخواء الذي أخلفه زوجها
بينما لم يكن عمرو مثلها إطلاقا .... حيث لم يطيق المكوث بجوارها أكثر من ذلك فقام مسرعا و هو يرتدي سروال بيچامته و إتجه إلي الحمام

صفق الباب پعنف فإبتسمت بسخرية و قامت بدورها متجهة نحو كومة ملابسها الملقاة علي الأرض إلتقطت روبها الخفيف و إرتدته بتمهل ثم مشت نحو الشرفة المطلة علي أحياء المدينة الكبري ... جلست فوق أحد الكراسي الموجودة هناك .. أخذت تتطلع إلي السماء تارة و إلي أضواء المدينة و المباني الرفيعة تارة ... كان هناك سلام غريب تنعم به في داخلها سلام أدهشها و نال رضاها في آن و كأن كل مخاوفها من هذه الليلة طارت مع الرياح
عجبا كيف إستطاعت أن تتعاطي مع زوجها و لا تسأم من مشاعرها المتخبطة سلفا و مشاعره التي طغت عليه في النهاية حين إكتشف أخيرا أنه ليس الأول في حياتها ...
تري هذه القوة كلها إستمدتها من دعم أبيها . هل كانت له اليد الأولي في تعزيز الثقة لديها . أو بمعني أدق تعزيز صفة التبجح لأداء دور الواثقة ... لا ريب أن جهود سفيان أتت ثمارها كما تمني فأصبحت إبنته مثلما أراد أن تكون تماما .. أصبحت مثله !
إنتبهت ميرا لعودة زوجها إلي الغرفة بقت هادئة كما هي و تابعت تآملاتها الواهية و كأن شيئا لم يحدث ...
كان عمرو قد فرغ لتوه من غسل بارد ساعد في أطفاء شيئا الحريق المضرم بجسده ... كان يرتدي روب الإستحمام القصير ترك شعره رطب كما هو دوت أن ينشفه و أستل علبة سجائره من فوق الطاولة المحاذية للسرير مضي صوبها متحكما بأعصابه بمهارة فائقة جلس مقابلها و علي وجهه تعابير جامدة غير مقروؤة ... دس سيجارته بين شفتيه و أشعلها بحركات مقتضبة ثم رمي القداحة فوق المنضدة المنخفضة و صوب نظراته إليها .....
عشان كده سفيان بيه قالي الكلام ده ! .. قالها عمرو بلهجة متصلبة
لا رد من ميرا ... ليتابع مقوسا شفتاه بشئ من الإزدراء 
عموما أنا مايهمنيش حياتك كانت ماشية إزاي قبلي . الكل عارف إنتي جاية منين و قضيتي أغلب عمرك فين .. و قست ملامحه في هذه اللحظة و هو يكمل بصوت أجش 
بس لو لاحظت في يوم سلوك مش هو هزعل أوي يا .. مراتي . الجوازة دي ماكنتش علي مزاجي أصلا فهعتبر نفسي ضاربت علي سهم عالي و سقط فجأة زي ما يعمل في البورصة . هتفضلي مراتي و هتلتزمي بعاداتي غير كده ...
غير كده إيه ! .. قاطعته ميرا و هي تنظر إليه بتحد سافر
أثار غضبه أن يراها وقحة إلي هذا الحد غير عابئة بإنذاره شديد اللهجة كان وجهه محمر من شدة الإنفعال الذي واصل كتمه بجهد خرافي لتبتسم ميرا بإستخفاف و هي تتأمله و تراقب إنقباضة كفه حول ذراع الكرسي المصنوع من خشب الجوز ...
حدقت فيه بقوة ثم قالت بجدية صارمة 
إنتي جوزي Now . ماقلتش حاجة . و أنا عارفة حدودي كويس فمش هسمحلك تكلمني كده تاني . أنا عذرتك دلوقتي عشان مقدرة الإحباط .. أو الصدمة إللي إنت فيها . و خليك متأكد إني لما أعوز أعمل حاجة هعملها و مش هخاف منك . ساعتها هيبقي قدامك إختيارات طبعا و هتبقي حر تختار إللي إنت عاوزه .. غير كده يا بيبي مالكش عندي حاجة . أوكي 
عمرو و هو يرمقها بنظرات فتاكة 
شكلنا هنتعب مع بعض أوي يا حبيبتي
ميرا بإبتسامة خبيثة 
maybe بس أنا مش ناوية أتعبك يا عمرو صدقني . كل حاجة هعملها إنت إللي هتحددها بتصرفاتك .. ثم قامت من مكانها بتكاسل و إستطردت بتثاؤب 
أنا تعبت أووي . اليوم كان طويل و الوقت إتأخر .. Good night بقي يا
 

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات