كفي بها فتنة
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
و كفى بها فتنة
1
كان منزل آلعمران في وسط هذه الضاحية الراقية عالي البناء واسع الجنبات معروف للغرباء و الجيران في الجوار بفخامته و أهله أصحاب السلطان و النعمة و الثراء
و بخاصة كبير العائلة أدهم صلاح عمران ذلك الشاب الذي لم يتجاوز بعد الثلاثين من عمره
لقد نشأ في عائلة ملتزمة دينيا و عرف بمنزلته العظيمة بين الجميع و ما له من مكانة كبيرة في المجتمع أيضا
حيث تخرج منذ عامين من جامعة القاهرة حاملا شهادة الطب لكنه بجانبها طلب العلوم الشرعية الإسلامية
و ذلك تلبية لوصية والده الذي كان من كبار العلماء المشهورين بمصر و العالم العربي الداعية و الخطيب و المناظر صلاح عمران
و بما أنه يتمتع بإسلوب شيق و لغة حوارية معتدلة مع من حوله قرر أن يتخذ مهنة التدريس كعمل له و بالفعل أحرز نجاحا باهرا في هذا الصدد و شغل منصب مرموق بالجامعة
و ما يميزه أيضا أنه بإستطاعته أن يلقي دروسه بالإنجليزية و الفرنسية و الألمانية بجانب العربية مما جعله يبدو كموسوعة علمية
و لكنه لم ينسي وصية والده أبدا و لم يترك ميراث العلم الثمين الذي تركه له فعمل علي تقسيم وقته بين الجامعة و بين الخطب التي يعقدها بالمساجد أو المراكز التعليمية الكبري
لكنه رفض رفضا قاطعا لعدم حبه للأضواء و عالم النجومية فهو شخص متواضع جدا و دمث الأخلاق بصورة عالية لكن به عيب واحد
يكره النساء بشدة منذ حرمه والده من متع الحياة و هو في سن الثامنة عشر و جعله يسير باكرا علي الطريق المستقيم
بعث معه بأهم وصية لكي يحافظ علي كل ما فعله له
_ النساء فتنة _ و من يومها لا يراهن أدهم بصورة أخري
أشرق صباح يوم جديد علي منزل آلعمران
في الطابق الأول يسكن أدهم عمران معه والدته أمينة مأمون و شقيقته عائشة التي تصغره بخمسة أعوام و جدته من جهة أمه السيدة حليمة
كانت الشقة هادئة كما تبدو و لكن الحركة فيها بدأت منذ فترة الصباح الأولي حيث إنتهت أمينة من إعداد مائدة الفطور بينما أخذت عائشة صينية طعام خاصة و أدخلتها إلي حجرة جدتها
تنظر أمينة في ساعة الحائط الآن ثم تنادي إبنتها بصوتها اللطيف
عائشة ! يا عائشة
روحي صحي أخوكي يا حبيبتي أحسن يتأخر الساعة بقت 7 و نص
عائشة من الداخل
و لكنها عندما دلفت إلي شقيقها وجدته مستيقظ بالفعل بل و كان منتهيا من إرتداء ملابسه
فقط كان يضع اللمسات الأخيرة علي نفسه المتمثلة في تمشيط خصيلات شعره الطويلة و تسوية لحيته الكثيفة بالفرشاة الناعمة
أطلقت عائشة صفيرا عاليا مظهرة إعجابها به ثم قالت و هي تقترب منه ببطء
الله الله يا أخي
إيه الجمال و الحلاوة دي علي الصبح يا دومي يا حبيبي
إنت رايح تتجوز و لا إيه !
يلتفت أدهم بطوله البالغ 190سم و ينظر لأخته من خلال عينيه العسليتان العميقتان ثم يقول بإبتسامته الجذابة
دمك بقي خفيف أووي يا عائشة
عايزة إيه يا حبيبتي